ترامب يرفع العقوبات عن مستوطني الكيان ..دلالات القرار ورسائله المبطنة

ترامب يرفع العقوبات عن مستوطني الكيان ..دلالات القرار ورسائله المبطنة

تاريخ النشر : الخميس – am 10:22 | 2025-01-23
ترامب يرفع العقوبات عن مستوطني الكيان ..دلالات القرار ورسائله المبطنة

جو 24 :

كتب اللواء المتقاعد د.موسى العجلوني

من أول القرارات الإدارية التي اتخذها ترامب بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية يوم الاثنين الماضي هو إلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين المتورطين بأعمال عنف في الضفة الغربية . هذا القرار يحمل عدة دلالات سياسية وأمنية خطيرة، بمكن النظر إليها من زوايا متعددة:
1.دعم سياسي قوي للمستوطنات:

هذه الخطوة تعكس دعمًا أمريكيًا مباشرًا للمستوطنين في الضفة الغربية، مما يتماشى مع سياسة إدارة ترامب اثناء ولايته الأولى التي أظهرت انحيازًا واضحًا لإسرائيل، خاصة من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ودعم الاستيطان بشكل علني.
2.إضعاف الموقف الفلسطيني:

يُنظر إلى إلغاء العقوبات على أنه استهانة بالمعاناة الفلسطينية ورفض للقانون الدولي، الذي يعتبر المستوطنات غير شرعية. ويعزز هذا مناخًا يشجع المزيد من أعمال العنف ضد الفلسطينيين خاصة في الضفة الغربية ومن الإفلات من العقاب للمستوطنين الذين يرتكبون هذه الأفعال .

3.دعم القوانين الإسرائيلية الجائرة وغير العادلة على حساب القوانين الدولية:

هذه الخطوة تشير إلى محاولة إدارة ترامب تعزيز سيادة القانون الإسرائيلي على الأراضي المحتلة، بما يعزز مزاعم إسرائيل بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها وبما يخالف قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة
4.رسالة للداخل الإسرائيلي:

يُمكن تفسير القرار كرسالة لدعم الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتطرفة ، مما يضمن تحالفًا سياسيًا أقوى بين إدارة ترامب وهذه الأحزاب، خاصة أن المستوطنين يشكلون جزءًا رئيسيًا من القاعدة السياسية لليمين الإسرائيلي.
5.إضعاف دور المؤسسات الحقوقية الدولية:

إلغاء العقوبات يمكن أن يُفسر على أنه محاولة لتقويض الجهود الدولية لمحاسبة المستوطنين على أعمال العنف، مما يضعف أدوات الضغط الدولي لصالح الفلسطينيين.

6.تشجيع العنف والاستيطان:

يُمكن أن يؤدي القرار إلى تصعيد العنف في الضفة الغربية، حيث سيشعر المستوطنون بحماية أكبر من المحاسبة، مما يشجع على تنفيذ المزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
7.تعقيد عملية السلام:

هذه الخطوة تعكس تجاهلًا لأي مفاوضات سلام مستقبلية، حيث تعزز الانقسام وتضعف الثقة بين الطرفين، خاصة أن الفلسطينيين ينظرون إليها كجزء من سياسة الضم التدريجي.

التأثيرات طويلة المدى:

•زيادة التوترات الميدانية وتصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية.

•تعزيز الاستيطان وتقليص فرص حل الدولتين.

•تقوية التيارات الفلسطينية والعربية الجهادية التي تؤمن بالمواجهة بدلاً من الحلول الدبلوماسية.

يبقى القرار رمزًا لسياسة أحادية تتجاهل القانون الدولي وتؤثر بشكل مباشر على فرص الاستقرار في المنطقة.
والسؤال الأهم هل تستطيع السلطة الفلسطينية والدول العربية والدول الداعمة للشرعية الدولية مواجهة هذا القرار او التخفيف من النتائج المترتبة عليه