محمد الزيود
عند انسداد الأفق، والوصول إلى حالة مركبة ومرتبكة سياسيا، ومع تراكم المشاكل والتمترس بين القوى المختلفة، والتخندق والاصطفاف المتلبد بمجموعة هائلة من المتغيرات والنظريات والفرضيات وانفراط عقد الثوابت عند البعض، فأنه لا بد من ولادة خطاب جديد، لديه القدرة على التنويع في ادوات الفعل السياسي.. فكان لا بد من جهة تعلق الجرس، جرس الاصلاح وليس الفوضى، جرس الاشارة الى مكان الخطأ وخطورته وادوات اصلاحه، جرس الشراكة في وضع الحلول والتمكين لكل جهد مخلص يبحث عن حلحلة الحالة القائمة وتفكيك هذا السديم السياسي.
ومن هنا اعتقد أن حزب المستقبل يؤسس لحالة جمعية يلتقي عليها جميع من هم في الموالاة ومن هم في المعارضة ” موالاة ومعارضة راشدة من اجل الوطن “، وهذا يعني ؛ المشاركة، ووضوح الأهداف ووحدتها والعمل على اليات نتمكن من خلالها التقدم دون الاضرار بقواعد البناء ودون هدر واستنزاف للوقت لاننا لا نملك رفاهية الحلول وتمرير السنوات بين اللجان وبين الشارع حتى اصبحنا نعي جيدا ان وراء كل حركة شارع لجنة ووراء كل لجنة حركة شارع ..
وإذ يراهن حزب المستقبل على وعي المجتمع وتبصره في ثوابته الوطنية، مع ضرورة إحداث التغيير المنشود، وتعزيز فهمه لهذا التغيير وأولوياته وأدواته، وبطرق تحافظ على ما هو موجود من ايجابيات وتعزيزها، والعمل على خلق حالة من الوعي بأولوية إصلاح السلبيات، والخروج من الدواوين إلى المضامين، والانتقال من الغرف إلى الفعل وبطرق شرعية
برنامج الحزب الإصلاحي يلتقي عليه خطاب الجميع واكاد اجزم ان البرنامج هو مزيج توافقي بين جميع المطالب الحزبية والحراكية والنقابات وحتى الجمعيات والاصوات الفردية بل ومتضمنا مطالب من صنفتهم الحالة السياسية الى موالاة راشدة واعية مرجعيتها الأردن ..
واعتقد أن البرنامج والاشخاص هما قواسم مشتركة بين اليسار الواعي واليمين الواعي، ونعتقد أنه بوصلة ومحور مركزي يمكن من خلاله الانطلاق والهداية الى اردن حضاري ينعم بالامن والاستقرار والرفاه والتطور ..
حزب المستقبل يقف على رأس اولوياته القضية الفلسطينية ولن يكون داعما فقط بل ومبادر لاي جهد يخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولن يتخلى عن عمقه العروبي لايمانه بوحدة الهم والحالة والتاريخ المشترك.
ومن قراءتي لعناصر المشروع السياسي، والمتمثلة في: الحفاظ على الدولة ومنجزاتها، وتحديد الثوابت الوطنية، والفصل الحقيقي بين السلطات لتصبح السلطة التنفيذية مسؤولة مسؤولية حقيقية امام البرلمان، وسيادة القانون وكل هذا بخلق حالة برلمانية وحزبية جاذبة يمكن البناء عليها.. ومن هذه القراءة أجد أن هذه الروية الإصلاحية هي بمثابة العنوان العريض والجامع لكل المطالب الإصلاحية ..
ونعتقد أن حزب المستقبل يسير في مسارات متوازية ؛احداها المطالبة بعدم تأجيل ما لا يمكن تأجيله من؛ فتح ملف الفساد ،والنظر الى الحالة الاقتصادية المتردية وما رافقها من تراجع لكثير من القطاعات وارتفاع معدلات البطالة ناهيك عن هم الحالة التعليمية المتراجعة ومالات جائحة كورونا على جميع القطاعات.. وعلى التوازي لا بد من قانون انتخاب واحزاب يلبي طموحات الأردنيين، إضافة الى مسار وسياسة النفس الطويل وإعادة ترتيب الأولويات ولا بد من التفكير خارج الصندوق فيما يتعلق بتعقيدات ومشاكل العلاقات الاقليمية والدولية الضاغطة على الأردن ..
حزب المستقبل يوجهُ خطابا واضحا إلى الجميع وبلا استثناء؛ معارضة وموالاة، جمعيات وأحزاب، تجمعات وأفراد، الكل شركاء ومقياس التفاضل هو العمل والرقابة الشعبية هي الحكم وعلى هذه الارض نلتقي بهويتنا الدينية المتسامحة المتعايشة وبعمقنا العروبي وبوجودنا الضارب في عمق التاريخ والجغرافيا.